كتاب قصتي لـ محمد بن راشد معلومات

كتاب قصتي لـ محمد بن راشد معلومات

كتاب حاكم دبي محمد بن راشد آل مكتوم يتحدث عن قصته حول كتابه الذي أطلق عليه إسم قصتي ” وهو كتاب يعتبر تاريخي له” ويروي تفاصيل خاصة وعامة له في حياته.

“سيقولون بعد زمن طويل: هنا كانوا، هنا عملوا، هنا أنجزوا، هنا ولدوا، وهنا تربوا. هنا أحبوا، وأحبهم الناس”.

جاء كتاب “قصتي” لرئيس مجلس الوزراء الإماراتي حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد، مجسدًا لتلك العبارة الافتتاحية، التي أراد من خلاله تلخيص سيرته الذاتية الشاهدة على إنجاز عظيم في زمن وجيز، وعلى دولة صغيرة فاقت بقدراتها دولًا كبرى أقدم منها وأعرق.

وما يميز كتاب بن راشد “قصتي” الذي صدر في ديسمبر/كانون الأول 2018، عن سير العظماء والملوك، أنها سيرة إنسان، بكل تفاصيلها، بعيني طفل وفتى ورجل، لم يرد صاحبها التباهي أو الافتخار بنفسه وإنجازاته، بقدر ما أراد أن يعلم كل قارئ لسيرته، معنى الحياة وأين تكمن قيمها؟.

يربط الشيخ محمد، – مع مطلع الكتاب – بين القمة التي يقف عليها الآن، وتقف عليها دبي، وبين ذاك الطفل الصغير والشغوف باكتشاف العالم من حوله، ذاك الطفل القابع بين الجدران الطينية في منزل جده الشيخ سعيد.

حاكم مدينٌ للطفل الذي بداخله

وعلى خلاف كثيرين، لا ينسب الشيخ محمد أمجاد دبي لنفسه، بل لجذوره الضاربة في عمق الصحراء، منذ أن وعى على طموحات جده إلى ذاكرة طفولته المزدحمة بالعلاقات الأسرية العفوية.

ويروي بادئًا من طفولته، كيف تشكل العالم في عينيه، ورغم الفضول الذي يصاحب الأطفال عادة بالانبهار بكل جديد، إلا أن الشيخ محمد يتذكر وهو فتى في الحادية عشرة كيف أن عظمة عرش وإمبراطورية شاه إيران الذي زاره مع والده الشيخ راشد، إبان توليه الحكم في العام 1971، لم تغره أو تثر في نفسه الإعجاب، بقدر ما جعلته يتعلم كيف أن العظمة الحقيقية هي تلك التي تنعكس على الشعب وليس على العرش.

ويؤكد الشيخ محمد بفخر كيف أن مهندسي المشاريع كان يلقبون والده الحاكم بـ”الفورمان”، وذلك لاعتقادهم بأنه مجرد موظف، دون أن يخطر في بالهم أنه الحاكم الذي لم يأبه بالجلوس على عرش، وراقب بنفسه شؤون العمل والموظفين.

ويعود الطفل “محمد بن راشد” ليحكي عن أجمل أيام حياته في الصغر، مبينًا كيف أن حياة البداوة والصحراء رغم قحطها أغدقت عليه بمعرفة غنية، وعلمته تفهم الطبيعة وكيفية التعامل معها، والتي بدورها علمته كيف ينظر الإنسان للعالم.

ويسترجع تلك المرحلة حين أرسله والده لأحد شيوخ المناصير حميد بن عمهي، ليتعلم على يده أصول البداوة. وكيف كان مدينًا للشيخ حميد باكتسابه مختلف العلوم، منها مناعته من سم العقارب: “كنت أستيقظ عدة مرات على لدغات عقارب صغيرة، يبدو أنها كانت تبحث عن الدفء أيضًا في فراشي، أقوم متألمًا جدًا، فيأخذني حميد إلى النار، ويضع الرماد على أماكن اللدغات لينحسر السم ويسهل امتصاصه. (..) أدركت ذلك متأخرًا. كان حميد يريد أن يبني مناعتي ضد لدغات عقارب الصحراء المميتة عن طريق هذه الجرعات من العقارب الصغيرة ولدغاتها. ولليوم، لا تزال لدي مناعة ضد سم العقارب”.

كما يحكي أيضًا كيف تعلم من والده مختلف العلوم، بدءًا من تعلم عادات الحيوانات إلى آثارها في الصحراء، والاستدلال من خلال الطبيعة على الجهات الأربع، إلى الرماية واستخدام البندقية.

ويستعيد أيضًا ذكرياته مع شقيقه الشيخ مكتوم، والذي كان يعتبره مثل جده الشيخ سعيد، والذي تعلم منه الشيء الكثير، واصفًا شخصيته بأنها كانت الأكثر لطفًا ولينًا وطيبة وتواضعًا، وأن عينيه تشبهان عيني أمه الشيخة لطيفة، وكيف واجه بحنكته وحكمته المشكلات العالقة أمام قيام الاتحاد.

ويكشف حاكم دبي، كيف كان كأي طفل يملك عالمًا خاصًا به، وكيف حول غرفة صغيرة أرضها رملية إلى “كهف” له، يلوذ به ليتأمل العالم بطريقته. وقد جمع فيها مختلف أنواع الحيوانات، بدءًا من العقارب والأفاعي إلى الأسماك والصدف.

ويتجلى في الشيخ محمد في “قصتي” جانبه العفوي، بعيدًا عن الحاكم الخاضع للبروتوكلات الرسمية، حيث يسرد مبتهجًا، موقفًا طريفًا بعد بنائه “كهفه” الخاص: “وقف والدي ووالدتي عند المدخل (الغرفة)، وعلت ضحكاتهما إلى درجة أنني لم أستطع فهم ما الذي كانا يقولانه. وعندما تمكنت أمي من تمالك نفسها، مسحت دموعها بعد نوبة الضحك التي أصابتها وهي تقول: إذن، لم يكن هناك لص متخصص بسرقة الجرار من المطبخ! على الأقل أعد لي يا حبيبي زجاجة مستحضر التجميل، فالعود الذي فيها قيمته أكبر بكثير من ريش تلك الطيور التي تحتفظ بها هناك”.

وبمزيج من الحنين المشوب بالألم والكثير من الحب والامتنان، يروي الشيخ محمد بن راشد تفاصيلَ من حياة والدته الشيخة لطيفة بنت حمدان “أم دبي”، وكيف كانت قادرة على إدارة بلاد بأسرها كما تدير منزلها.

ويستعيد الشيخ محمد، بمشاعر طفل لا يرى أحدًا كوالدته: “كنت أراها وأنا صغير، أذكرها تمشي وخلفها مجموعة من الغزلان التي اعتنت بها منذ صغرها، ترافقها وتتبعها أينما ذهبت، كانت أمي أميرة وجميلة، كانت أمي أجمل الملكات، كانت أمي أطول النخلات”.

من مثل أمي؟ من مثل لطيفة؟.

ومن طفل إلى فتى، يصف الشيخ محمد بن راشد حياته في “كامبريدج” ببريطانيا، حيث توجه لتعلم اللغة الإنجليزية، وكيف استفزه هذا العالم الجديد، وقرر أن يستفيد من تجربة بريطانيا وينقلها إلى دبي.

كما يؤكد تعطشه الدائم للمنافسة الشريفة، وتحديه للصعاب، وهو يصف تجربته في “سرية كوهيما” البريطانية: “كنت حريصًا في كل ذلك على تقديم أفضل ما عندي، والاستماتة في كافة أنواع التدريبات البدنية والذهنية والعسكرية. وكنت قريبًا من الحصول على العلامات الكاملة”.

مواقف شجاعة

ومن فتى إلى رجل إلى حاكم مسؤول، يسرد الشيخ محمد كيف تولى مقاليد الحكم، رغم أنه رفض ولاية العهد لأربع مرات، خشية ألّا يجد من يتفهم رؤيته التطويرية، قبل أن يمسك بزمام الحكم في إمارة دبي العام 2006، خلفًا لشقيقه الراحل الشيخ راشد.

ويحكي الشيخ محمد بفخر، كيف كان فتىً مقدامًا ورجلًا لا يهاب، وكيف أنه واجه بنفسه انقلابًا في إمارة الشارقة، بعد أقل من شهرين من إعلان اتحاد الإمارات، وتمكن من إحباطه، وقد استخدم فيه دهاءه رغم غياب القوة آنذاك، إلى درجة أن مؤسس دولة الإمارات ورئيسها الراحل الشيخ زايد والذي طلب منه التكفل بمسألة الانقلاب، التقاه بعد إنهاء الانقلاب في سيارته، وأعطاه تمرات وفنجان قهوة، وقد وصف الشيخ محمد ذلك الموقف: “أعطاني بيده تمرات ثم فنجان قهوة، وكأنه يقول لي: أنت.. أنت يا محمد”.

كما يصف كيف واجه الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، وعلى خلاف الكثيرين الذين يخشونه، أجابه بجرأة وصراحة، دفعت صدام للإعجاب به واختياره صديقًا من بين الجميع.

“التقيت بصدام في أحد الاجتماعات، وابتدأ الحديث فيما بيننا بنوع من المجاملة، ثم جاءت الجملة الأهم من صدام: لدي تقرير يفيد بأنك تدعم إيران بطرق مختلفة، ووضع تقريرًا أمامي.

أجبته: إنني لا أحتاج للتقرير وها أنا ذا معك، إذا كنت تقصد شحنات من الأسلحة وأتحدى أي شخص يثبت ذلك، أما إن كنت تقصد الشحنات من المواد الغذائية فنعم، ولن تحتاج لتلك التقارير؛ لأن سفننا تذهب إلى هناك وإلى العراق أيضًا، ولا يمكنني أن أوقف شيئًا إنسانيًا يتجه نحو الشعوب”.

ويقول الشيخ محمد بن راشد إن شجاعته في هذه الإجابة، أثارت إعجاب صدام به.

ويكشف حاكم دبي في سيرته “قصتي” تعامله مع حادثين إرهابيين على الأقل لاختطاف طائرتين، وكيف أنه تولى بنفسه التحدث إلى الإرهابيين وطوال ساعات؛ لإقناعهم بضرورة الاستسلام.

كما يستذكر انبهار الرؤساء العرب بمدينة دبي الفتية والصاعدة بقوة، مثل معمر القذافي، وبشار الأسد، ومقارنتها بمدنهم العريقة المتأخرة، وحلمهم أن تصير على غرار إمارة دبي.

ويؤكد الشيخ محمد رغبته أن تصير المدن العربية على غرار دبي: “دبي بحاجة مدن شقيقة قوية تضع يدها بيد دبي لتحقيق معجزات عالمية جديدة، هكذا ننظر للمنافسة. فإذا تحسن اقتصاد المنطقة، وارتفع دخل الفرد فيها، وزاد عدد المتعلمين والموهوبين فيها، فستكون دبي أفضل بعشرات المرات”.

ويختم حاكم دبي، الذي شغف بالإنسان والمعرفة قبل الحكم، ووصاياه العشر للطامحين في الحكم وللذين يديرون حكوماتهم، مشددًا على ضرورة التمسك دائمًا بالعمل والتخطيط والابتكار، وحب الشعوب والناس، والزهد في الكرسي: “انطلق لبناء الحياة! نحن محظوظون لأننا نعمل في الحكومات. وظيفتنا ليست وظيفة عادية، وظيفتنا أجمل ما في حياتنا، بل هي الحياة. وظيفتنا عظيمة، نغير من خلالها حياة الملايين نحو الأفضل. لا تستهن بدورك أو عملك أو جهدك، فأنت تعمل في مجال صنع الحياة، وتصميم المستقبل، وبناء الأوطان”.

في الختام

كانت هذه هي قصة حياته عبر كتاب قصتي الخاصة بالشيخ محمد بن راشد , والمقال منقول من موقع إرم الإماراتي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *