كيف اجعل طفلي يطيعني يستمع لنصائحي تعتمد التربية السليمة على مبادئ وقواعد صحيحة تساهم في خلق انسان مطيع يتصف بالأخلاق الحميدة، وهناك بعض الأمهات دائمة الشكوى من عناد ابنائهن حيث عدم الطاعة وعدم تنفيذ التعليمات، مما يتسبب في شعور الوالدين بالعجز وعدم القدرة على التعامل مع الطفل بصورة صحيحة وعدم التحكم في ضبط سلوكه، حيث اتباع اسلوب العقاب مما يؤثر بشكل سلبي علي نفسية الطفل، لذلك نقدم فيما يلي بعض الأساليب السليمة التي تساهم في تربية الأطفال بصورة سليمة على مبادئ وقواعد صحيحة .
القدوة الحسنة والنموذج السليم
- كيف اجعل طفلي يطيعني يستمع لنصائحي يجب أن يجد الطفل النموذج السليم والقدوة الحسنة الذي ينشأ على اتباع خطاها، فدائماً يكون الطفل في حاجة الي ان يرى هذا النموذج أمام عينه، ومن ثم يقوم بتقليده واتباعه في كل التصرفات فالطفل يشبه الاسفنجة مع بداية عمره ويكون قادراً علي امتصاص كل الشوائب، حيث يستطيع امتصاص جميع السمات من الأب والأم ولذلك إذا اكتسب الطفل بعض الصفات السيئة من الأب او الام يصعب علاجها فيما بعد، لذلك يجب عليهما الحذر من التصرفات السيئة أمام الأبناء .
تجنب أسلوب العنف
- كيف اجعل طفلي يطيعني يستمع لنصائحي ان اتباع اسلوب العقاب من خلال الضرب أو العنف مع الطفل يعتبر وسيلة غير صحيحة في تربية ونشأة الأطفال، بل ينتج عنها الكثير من المشاكل التي تؤثر بصورة سلبية على شخصية الطفل ونفسيته في الوقت الحاضر وفي المستقبل أيضاً، لذلك يجب على الاب والام تجنب استخدام العنف بشكل نهائي مع الطفل لتفادي الأضرار الكبيرة التي قد تلحق بنفسية الطفل بعد ذلك .
تجنب القاء الاوامر
- كيف اجعل طفلي يطيعني يستمع لنصائحي يجب عدم اللجوء الى اسلوب القاء الاوامر على الاطفال بشكل مستمر، لأن ذلك يدفع الطفل إلى استخدام أسلوب الرفض والمقاومة بشكل مستمر، ولكن بدلاً من ذلك يتعين على الوالدين منح الطفل اسباب منطقية وواضحة تعبيراً عن طلب المساعدة منه، مما يجعل الطفل يقوم بالمساعدة بصورة أكبر على سبيل المثال، تستطيع الأم أن تطلب من الطفل أن يعيد الالعاب الي مكانها لكي لا تنكسر بدلاً من اعطاء اوامر بجمع الالعاب، حيث يستجيب الطفل إلى كلام الأم دون تذمر .
النزول الى مستوى الطفل لجذب الانتباه
- يجب على الاب او الام النزول بجسمها إلى مستوى الطفل خصوصاً عند طلب امر معين، حيث الجلوس في وضع القرفصاء ورفع الطفل الى الأعلى لجذب الانتباه والنظر مباشرة الى عينه، ثم طلب أي شيء منه بعد ذلك، لأن الطفل في هذه الحالة سوف يستمع باهتمام ويطيع الأوامر بشكل أسهل مقارنة بتوجيه الكلام إليه من ارتفاع كبير بين الأب أو الأم .
تجنب أسلوب الانتقاد واتباع أسلوب الثناء
- إن اتباع أسلوب الانتقاد بشكل مستمر وعدم الثناء على الطفل يتسبب في الكثير من المشاكل النفسية لديه مما يكون له أثراً سلبياً عليه وعلى بناء شخصيته، بالاضافة الى عدم الشعور بالأمان، ومن ثم يكون الطفل دائم الخجل وغير راغب في مقابلة الغرباء أو التعامل معهم وضعيف الشخصية .
تجنب الأمر والنهي
- يتعين على الوالدين عدم اللجوء الى استخدام أسلوب الأمر والنهي مع الأبناء بشكل مستمر مما يكون له أثراً سلبياً على علاقتهم بأبنائهم، ومن ثم يفلت الأمر من أيديهم ويصبحوا عاجزين عن السيطرة على شخصية طفلهم، لذلك يجب الهدوء في التعامل مع الأطفال ومصادقتهم عند طلب أي شيء منهم حتى يقوموا بتنفيذه برضا وسعادة بدون أي تذمر أو غضب أو عناد .
التواصل البصري مع الطفل
- يجب على الوالدين اتباع أسلوب التواصل البصري أثناء التحدث مع الطفل مما يعني الجلوس معه ومناقشته، فيما يجب عليه القيام به واعطاءه بعض النصائح عن أهمية الاستماع بالاضافة الى التحلي بالأخلاق الحميدة، لذلك يجب أن ننادي على الطفل باسمه بهدف خلق التواصل البصري خصوصاً قبل إعطاء أي تعليمات له، بالإضافة الى منحه شعوراً بأنه مركز اهتمام من الأب والأم .
أسلوب الحزم واللطف
- يجب أن يتفق الأب والأم على أسلوب معين لتربية الأطفال فعندما يقرر أمراً ما يتعين عليهما الاتفاق عليه، ثم تبليغ الطفل بهذا الامر بلطف وتحديد ما ينبغي عليه القيام به وعندما يرفض الطفل القيام بذلك، يجب اللجوء إلى أسلوب الحزم وتجنب العناد وعدم منح الطفل فرصة للتلاعب بهما أو استعطاف هما لتغيير القرار، لهذا يتعين تجنب أسلوب التمني في طلب الأمور من الأطفال ومن ثم منحهم التعليمات بحزم ولطف .
أسلوب التشجيع
- ان اتباع اسلوب الصراخ على الطفل ربما يحقق بعض النتائج , لكن هناك نوعاً من الأطفال يشعرون بالغضب عند اتباع هذا الأسلوب، ومقارنةً بذلك نجد الكثير من الأطفال يقومون بتنفيذ التعليمات والأوامر عند منحها لهم بصورة ممتعة على سبيل المثال، من خلال اللعب أو الغناء ولكن مع التأكيد علي أهمية القيام بهذا العمل على وجه السرعة و منح الطفل مكافأة عقب الانتهاء من إنجاز مهمته، ومن ثم يكون الطفل أكثر طاعةً لوالديه عن طريق اتباع أسلوب المرح وإعطاء الثقة للطفل .
تدوين الملاحظات
- يمكن توجيه بعض الملاحظات الي الطفل من خلال الكتابة، فمن الممكن أن يستمع الطفل مرات عديدة إلى ما يطلبه الأهل لكن قراءة هذه التعليمات قد يدفع الطفل إلى تنفيذها، حيث ان كتابتها يكون سبباً في تشجيع الطفل خصوصاً في مرحلة ما قبل المدرسة، لهذا يمكن كتابة بعض الأوامر والتعليمات التي تعمل على تشجيع الطفل على استخدام الحمام أو الامتناع عن سلوك معين، وتجدر الاشارة الى ان اتباع هذا الأسلوب يعمل على تشجيع وتنمية مهارات القراءة عند الطفل أيضاً .
القليل من التعاطف
- يجب في بعض الأحيان أن يلجأ الأبوان إلى إظهار بعض التعاطف نحو الطفل، مما يساعدهما في قطع شوط طويل معه فعلى سبيل المثال بدلاً من ان تقول الأم للطفل ” لا تضرب أختك “، فيمكن أن تقول ” انا اتفهم غضبك لأن أختك كسرت لعبتك المفضلة، ولكن هذا لا يجب ان يدفعك لارتكاب فعل خاطيء حيث ضرب شخصاً ما” .
تجنب استخدام الصوت العالي
- يعتبر الصوت العالي والصراخ في بعض الأحيان رد فعل طبيعي من بعض الآباء عند رفض الطفل تنفيذ التعليمات أو عدم الالتزام بالقواعد بيد ان هذا الاسلوب لا يساعد اطلاقاً في ضبط الامور، لذلك يتعين على الاب أو الام في كل مرة يشعران فيها بالرغبة في الصراخ في وجه الطفل التوقف للحظات واستنشاق نفس عميق ثم الانتظار لبعض الوقت قبل التحدث مع الطفل، لأن اللجوء إلى أسلوب الصراخ سوف يجعل الأمور تزداد تعقيداً لأن الطفل سوف يلجأ إلى التفاعل بصورة دفاعية وهذا ما لا نريد حدوثه .
- كما يجب التركيز علي سلوك الطفل أيضاً فعندما نريد من الطفل تعلم شيئاً ما يجب علينا تشجيعه بدلاً من معاقبته، كما يجب أن نتحدث مع الطفل بلهجة هادئة وأسلوب حازم في نفس الوقت لكي يعرف الطفل أن الأمر جاد، ومن ثم يفعل ما يطلب منه ولا مانع ايضاً من الاعتذار في بعض الأحيان عن الصراخ الا ان هذا لا يغير الموقف أثناء تصحيح سلوك الأبناء حيث الحزم والجدية .
نصائح أخرى تجعل الطفل يطيعك ويستمع لك
- يجب أن يحصل الأبوين على اهتمام الطفل بشكل كامل، ومن ثم لا نبدأ الحديث معه إلا عندما نلاحظ اهتمامه وتركيزه وعند الرغبة في تكرار الحديث لجذب انتباه الطفل يجب أن نحصل على اهتمامه مرة اخرى، ومن ثم يتعين ان نتحلي بالصبر مع اطفالنا بالاضافة إلى ما سبق يجب أن نلجأ إلى استعمال جمل قصيرة أثناء التحدث الى طفل صغير، ومن ثم يسهل على الطفل فهم هذه الجمل واستيعابها .
- أثناء التحدث إلى الطفل علينا أن نحاول رؤية الأشياء من وجهة نظره وأن نعترف بعواطفه ومن خلال هذه الطريقة، يمكن ان نعلم الطفل كيف يستطيع أن يعبر عن مشاعره، كما يجب ان نفعل الاشياء المطلوبة مع الطفل حتى يتعلم التعاون ومن الجدير بالذكر ان اللجوء الى بعض التمارين والأنشطة يعد وسيلة شيقة لتعليم الاطفال، كما علينا أن نعلم أطفالنا حسن الاستماع والانصات عن طريق الاستماع اليهم بنفس الاهمية التي نريد منهم الاستماع بها إلى ما نقوله او ما نطلبه منهم، واخيراً يجب الا نجبر أطفالنا علي القيام بأي شيء بل ينبغي أن نساعدهم في قبول الفكرة ومن ثم القيام بها بكامل إرادتهم .