وفاة علي عبدالله الواسعي وذلك بعد تأثرة بفيروس كورونا في تركيا وكانت الأخبار اليمنية قد تناقلت خبر وفاته يوم امس الأحد 5 أبريل 2020 عن عمر ناهز 90 عام.
تم اليوم الإعلان عن وفاة المناضل والكاتب علي بن عبدالله الواسعي عن عمر قارب التسعين عاماً كان أحد مناضلي ثورتي 48 و26 سبتمبر مؤسس ورئيس تحرير مجلة “النور” كاتباً لعقود في عدة صحف ومجلات يمنية حرر كتاب “الطريق إلى الحرية.. مذكرات العزي السنيدار”.
وعزى الكثير من نشطاء مواقع التواصل الإجتماعي في وفاة الواسعي من خلال صفحاتهم عبر مواقع التواصل الإجتماعي ونضع لكم من خلال الصفحة العربية بعض من تلك التعزية بوفاة الواسعي.
فجعنا اليوم برحيل الكاتب والمفكر والمناضل اليمني الكبير أ/على عبدالله الواسعي ، بعد أصابته بفيروس كورونا في تركيا ، رحمك الله رحمة وآسعة وأسكنك فسيح جناته، تعازينا الحارة لأسرتك الكريمة وجميع محبيك ، إنا لله وإنا إليه راجعوان. pic.twitter.com/vtX79uOOEy
— ياسر الحسني | Yaser Alhasani (@YaserAlhasani) April 5, 2020
قال نصر طه مصطفى عبر حسابه “رحم الله العم الفاضل والدي الثاني الأستاذ علي بن عبدالله الواسعي وتغمده بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته.. نسأل الله أن يلهمنا وكل محبيه الصبر والسلوان.. رحل بعد أن ناضل منذ نعومة أظفاره ضد الاستبداد وشارك في ثورتي ٤٨ و ٦٢ وأسهم في توعية الأجيال بمقالاته.. إني لفراقك محزون وموجوع”.
اما الإعلامي اليمني والمذيع في قناة سهيل الناطقة بإسم الإصلاح بالحديث حول وفاته في تعزية بليغة وقال عبر منشور له عبر صفحته الرسمية على تويتر بالقول:
توفي قبل قليل المناضل والجمهوري علي بن عبدالله الواسعي، أحد أشهر الكتاب والصحفيين الذين واكبوا الثورة اليمنية ٢٦ سبتمبر ضد العهد الإمامي البغيض، وناضلوا من أجل الانعتاق من هذه الجرثومة الكهنوتية الخبيثة. رحمه الله رحمة واسعة وإنا لله وإنا إليه راجعون.
من هو علي عبدالله الواسعي
لقد جئتكم من سبأ بعالم نحرير: إنّه المجاهد الأستاذ علي بن عبد الله الواسعي.. من رجال الثورة اليمنيّة الأوائل الذين جاهدوا بإخلاص لكي يكون لها وجهها الإسلامي المشرق.. عمل في الميدان الإعلامـي فكان فارسه المميّز: عمل في إذاعة صنعاء، ثمّ أنشأ مجلّة الإرشاد ورأس تحريرها.. ثمّ أنشأ مجلّة التحرير وما يزال رئيس تحريرها. يكتب في أكثر من صحيفة ومجلّة.. مرابطاً على ثغر من ثغور الإعلام في بلد الحكمة اليمانيّة.
كان لنا معه هذا اللقاء.. فأسمعنا حديث قلبه:
هل لكم أن تُقدّموا للقرّاء بطاقتكم الشّخصيّة؟
علي بن عبد الله الواسعي يسكن في العاصمة صنعاء ومحل الميلاد “آنس” منطقة كبيرة في الجنوب الغربي من صنعاء. متزوّج وأب لثلاثة أبناء وثلاث بنات. تاريخ الميلاد 1349هـ. 1930م.
هل تحدّثنا عن تحصيلك العلمي؟
نشأت في زمن كان اليمن معزولاً عن العالم، ولم يكن لدينا مدارس حديثة بل كان الطالب يدرس في كتّاب: القرآن الخط والحساب وبعض المعلومات الدينية. انتظمت بعد ذلك في دراسة العلوم الشرعيّة والعربية في حلقات مسجديّة. ثمّ دخلتُ مدرسة رسميّة كان اسمها المدرسة العلمية، يدرّس فيها الفقه والعربية والتفسير وأصول الفقه وأصول الدّين. مكثت فيها سنة وكنتُ ممن يبحثون عن الكتب العصرية الصادرة من مصر والشام مما جعلني أفهم أنّنا نعيش في وضع متخلّف وقد دفعني ذلك إلى التّطلّع لتغيير الوضع فاشتركت في ثورة الـ 1948 التي فشلت وسبب ذلك دخولي السجن مكثتُ فيه سبع سنوات. فررت بعد ذلك إلى عدن، ثمّ سافرت إلى مصر ودرستُ هناك، في معهد صحّي، الصحة الوقائيّة وعدت إلى اليمن عام 1957. وبعد ثورة 1962 التي كان لي اشتراك فيها استمرّ عملي في وزارة الصّحة، وفي عام 1966 رشّحت لدورة في الصحة في دمشق لمدّة تسعة شهور. وممّا يجدر ذكره أن العدوان الثلاثي عام 1956م حدث وأنا طالب في مصر وقد تطوّعت في المقاومة الشعبية. كما تطوّعت في 1967م في دمشق ضمن الطلبة العرب.
إنتاجكم: كتب، دراسات ـ شعر: المطبوع منها والمخطوط. المقالات وفي أيّ الصحف تنشرون؟
أنشأت مجلّة الإرشاد وكنت رئيسها. استمرت اثني عشر عاماً. ثمّ أنشأت مجلّة النّور وأكتب في عدة صحف: الصحوة ـ الوحدة ـ الميثاق ـ 26 سبتمبر ـ المستقلّة…
كتاب عن رحلاتي إلى أوربا وأمريكا واندونيسيا وباكستان يعد الآن للطّبع. بالإضافة إلى دراسات وكتيّبات أخرى: “تأمّلات مجنون” ـ حوار مع ملحد ـ بحث عن المرأة..
الإنتاج الذي تعتزّون به أكثر من غيره.. ولماذا؟
الإنتاج الذي أعتزّ به أكثر من غيره هو “تأمّلات مجنون” وذلك لأنّني مررتُ بحالة فقدت فيها وعيي وفي نفس الوقت كنتُ أشعر بأن حالتي غير طبيعيّة.. وبعد أن شفيت ـ والحمد لله ـ صوّرت كلّ ما مرّ بي في تلك الحالة.
العمل الحالي
بعد أن تقاعدت من العمل الحكومي أعمل الآن رئيساً لتحرير مجلّة النور، كما أكتب في عدد من الصحف والمجلاّت اليمنية.
نبذة عن مجالات العمل السابقة
مدير عام للصحة الوقائيّة، ثمّ عملت في إذاعة صنعاء، كنت أكتب تعليقاً على الأخبار أيام السبعين التي كانت فيها صنعاء محاصرة من قوات الملكيين وكنتُ مشرفاً على البرامج. وكنتُ أكتب وأقدّم بعض البرامج كبرنامج “أضواء على الدّستور” و”جريدة الصّباح” و”الأسرة” كما أنشأت برنامج “فتاوى”.
تسلمت نائباً للأمين العام لمجلس الشّورى، وقبلها عملتُ في المجلس الوطني..
آمال عزمتم على تحقيقها: ماذا تحقّق منها، وما الذي لم يتحقّق بعد؟
الذي تحقّق من الآمال “الثورة” على الوضع الذي كنا نعيش فيه.. أمّا الذي لم يتحقق بعد فهو تنقية الثورة مما لحق بها.. وما زلنا نجاهد لكي يعود لها وجهها الإسلامي المشرق.
كيف تنظرون إلى رافعي راية الحداثة في الأدب وماذا تقولون لهم؟
يكفي في الردّ عليهم:
ـ أنّ دعوتهم منقولة من الغرب حرفيّاً وليس فيها من العربية غير الكلمات العربية.
ـ كما أنها ليست مجرّد مذهب في الأدب ـ كما يزعمون ـ بل إنّها تُخفي وراءها هدفاً لكلّ مقوّماتنا.. إنّها واحدة من الحركات الهدّامة التي ابتلينا بها منذ زمن بعيد.
البعض يتّهم الإسلاميين باحتكار الحقيقة.. وبالتالي نفي الآخر.. كيف تردّون على هذه الفرية وما هو حكم الإسلام تجاه الرّأي الآخر؟
هناك دائرة من تعدّاها لا يقبل منه ذلك. أما ضمن هذه الدائرة، دائرة الإسلام وثوابه، فكل رأي يدخل ضمن الاجتهاد.. ولكن هؤلاء يُريدون القفز فوق الإسلام ويريدون أن يسمع لقولهم.. مع أنّ الحرية المطلقة التي لا قيد عليها قطّ؛ ليست إلاّ خيالاً. ومَن يتغنّون بذلك ليس عندهم هذه الفوضى بل هناك قيود يقفون عندها.
الأمّة العربية والإسلامية تمرّ بمرحلة غاية في الدّقة والخطورة.. كيف تنظرون إلى ذلك.. وما هو في رأيكم الداء.. وما هو الدّواء؟
العلل كثيرة.. ولكن يمكن إرجاعها إلى شيء واحد هو التبعيّة.. والدواء هو التوعية المستمرة حتّى يفيق النّاس ويتخلًّصوا من هذه التّبعيّة.
ماذا يجول في الخاطر وتودّون أن تقولوه للقارئ؟
هذه الحالة المتردّية التي وصل إليها المسلمون. وأودّ من كلّ مسلم يهمّه أمر الإسلام أن يُفكّر في ذلك وأن يقترح ما يُخرج المسلمين من هذه الحالة. وأن يتواصل العاملون للإسلام ويطرح كلّ ما انتهى إليه تفكيره ليُصاغ من ذلك برنامج يُعيد للمسلمين عزّتهم وقوّتهم.
وفاته
توفى علي عبدالله الواسعي 5 ابريل 2020 وذلك بعد ان تم الإعلان عن إصابته بفيروس كورونا في تركيا.
وشيع جثمانة في تركيا ولم يتمكن من تشييع جنازته في اليمن وذلك بسبب الأوضاع التي يعيشها العالم بسبب وباء كورونا كوفيد 19.
وسوف يتم تشييع جنازة الواسعي في تركيا وذلك بسبب الأوضاع الراهنة بسبب فيروس كورونا.