قضية اعتقال عريس يمني في أمريكا بسبب إطلاقه النار في زفافه، والتي أثارت جدلاً واسعاً في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي. ما هي تفاصيل هذه القضية؟ وما هي ردود الفعل عليها؟ وما هي قوانين حمل السلاح في أمريكا؟
في الخامس من يونيو 2023، احتفل شاب يمني بزفافه في مدينة ديربورن بولاية ميشيغان، وسط حضور عدد من أصدقائه وأقاربه. وكان العريس يحمل سلاح قناصة، وأطلق النار في الهواء ابتهاجاً وترحيباً بالضيوف، وفقاً للعادات والتقاليد اليمنية. لكن هذا التصرف لم يعجب الشرطة الأمريكية، التي تلقت بلاغات من المواطنين عن إطلاق نار في المنطقة. فتوجهت دورية من الشرطة إلى مكان الحفل، وأوقفت الموكب، واعتقلت العريس وعدداً من المشاركين في الزفة، بتهمة حمل سلاح غير مرخص، وإزعاج السكان.
وثق مقطع فيديو تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي، لحظة توقيف الشرطة للعريس وأصدقائه، ووضعهم الأصفاد في أيديهم، وإخضاعهم للتفتيش. كما ظهر في المقطع سلاح القناصة المستخدم من قبل العريس، والذي يُعد من أخطر أنواع الأسلحة في أمريكا. وأثار المقطع ردود فعل مختلفة بين المشاهدين، فمنهم من انتقد تصرف العريس واتهمه بالجهل والتخلف، ومنهم من دافع عنه واعتبر أنه ضحية للاضطهاد والتمييز.
ولكن ما هي قوانين حمل السلاح في أمريكا؟ هل يحق للشاب اليمني إطلاق النار في زفافه؟
الجواب هو لا. فالولاية التي حدث فيها الحادث، وهي ميشيغان، تستلزم رخصة لحمل المسدسات علنًا، ولا تسمح بحمل أسلحة نارية طويلة مثل قناصات أو بنادق. كما أن القانون الأمريكي يجرم حمل السلاح من هذا النوع خاصة غير المرخص، ويعاقب عليه بالسجن أو الغرامة أو كليهما. وبالتالي، فإن العريس اليمني قد انتهك القانون بشكل واضح، وعرض نفسه والآخرين للخطر.
حسب مصادر مختصة ، فإن قانون حمل السلاح في أمريكا يختلف من ولاية إلى أخرى، فهناك خمس ولايات فقط تمنع حمل المسدسات علناً، و32 ولاية تسمح بذلك من دون رخصة، مقابل 13 ولاية تتطلب رخصة. أما بالنسبة لأسلحة قنص أو نصف آلية أو آلية، فإن قانون حملها يخضع لاتحاد أمريكا، ولا يسمح به إلا لأغراض خاصة مثل الصيد أو الرياضة أو الدفاع عن النفس، وبشرط الحصول على رخصة وتسجيل السلاح.
ولا يمكن للعريس الاستناد إلى عاداته أو تقاليده للتبرير، فهو يعيش في بلد آخر له قوانينه وثقافته، وعليه احترامها والتقيد بها. وإلا فإنه سيواجه عواقب وخيمة على حياته ومستقبله. وقد تم إطلاق سراح العريس لاحقًا بكفالة، لكنه ما زال متابعًا قضائيًا، وقد يحكم عليه بالسجن أو الترحيل.
في الختام، أود أن أنصح جميع المغتربين اليمنيين في أمريكا وغيرها من البلدان، بأن يكونوا حذرين وملتزمين بالقوانين المحلية، وألا يقوموا بأفعال تثير الشبهات أو تسبب المشاكل. فالزفاف هو مناسبة سعيدة، لا يجب أن تتحول إلى كارثة.