توفي رئيس الوزراء الإيطالي الأسبق سيلفيو برلسكوني، الاثنين 12 يونيو 2023، عن عمر ناهز 86 عاما، في مستشفى في ميلانو، بعد صراع مع سرطان الدم (لوكيميا) الذي كان يعاني منه منذ فترة .
وبرلسكوني هو أحد أبرز وأثرى رجال الأعمال في إيطاليا، وقطب الإعلام المؤثر، والزعيم السياسي المثير للجدل، الذي شغل منصب رئيس الحكومة ثلاث مرات بين عامي 1994 و2011 لمجموع تسعة أعوام.
كما كان عضوا في مجلس الشيوخ ورئيسا لحزب “فورتسا إيطاليا” اليميني وشريكا في الحكومة الائتلافية التي ترأسها اليمينية المتطرفة جورجيا ميلوني.
ميلاد سيلفيو برلسكوني
ولد برلسكوني في 29 سبتمبر 1936 في ميلانو، وتخرج من كلية الحقوق في جامعة ميلانو في عام 1961 بدأ حياته المهنية كبائع للمكانس الكهربائية، ثم انتقل إلى قطاع الإنشاءات، حيث أسس شركة “إديلنورد” لبناء المجمعات السكنية.
تابع ايضاً: بلقيس الحداد
في عام 1973، دخل عالم الإعلام بإطلاق قناة تيلف جورديا التلفزيونية المحلية، التي تحولت لاحقا إلى شبكة “مدياسات” التلفزيونية الخاصة التابعة له، والتي تضم قنوات رئيسية مثل كانال 5 وإتاليا 1 ورتى 4 وأصبح برلسكوني أحد أغنى رجال إيطاليا، حيث يقدر ثروته بحوالي 6.2 مليار دولار. [1]
دخل برلسكوني عالم السياسة في عام 1994، حيث أسس حزب “فورتسا إيطاليا” (إلى الأمام يا إيطالية)، وفاز بالانتخابات البرلمانية بعد شهور قليلة من تأسيسه وشكل ائتلافًا يمثل المحافظة مع حزب “الرابطة” المناهض للهجرة وحزب “حركة اجتماعية-حزب الحرية” اليميني المتطرف.
ولكن حكومته لم تستمر طويلا، حيث استقال بعد سبعة أشهر فقط بسبب خلافات مع شركائه في الائتلاف وعاد برلسكوني إلى السلطة مرتين أخريين، في عام 2001 وفاز بولاية ثانية استمرت خمس سنوات، وفي عام 2008 واستمر حتى عام 2011، عندما اضطر إلى الاستقالة بسبب أزمة الديون السيادية في إيطاليا وضغوط من الاتحاد الأوروبي.
وخلال فترة رئاسته، شهد ميلان أحد أكثر المراحل نجاحًا في تاريخه، حيث فاز بكأس أوروبا خمس مرات، كأس العالم للأندية ثلاث مرات، كأس السوبر الأوروبي خمس مرات، لقب الدوري الإيطالي ثماني مرات، كأس إيطاليا مرة وكأس السوبر الإيطالي سبع مرات.
شاهد ايضاً: سليمان المقيطيب
ولكن برلسكوني لم يخلُ من الفضائح والمشاكل القانونية، التي طالت حياته الخاصة والعامة فقد تعرض لاتهامات بالفساد والتهرب الضريبي والتلاعب بالإعلام والتجسس والابتزاز والتحرش الجنسي وإستغلال قاصرات.
وقد صدرت بحقه عدة أحكام قضائية بالسجن أو الإقامة الجبرية أو حظر المنصب العام، لكنه نجا من تنفيذها بفضل التقادم أو التظلم أو التغييرات التشريعية. كما تورط في عدة فضائح جنسية، منها قضية “بونجا بونجا” التي اتهم فيها بإقامة حفلات جنسية مع نساء شابات في إحدى قصوره، وقضية “روبي” التي اتهم فيها بإستغلال قاصر مغربية تدعى كاريمة المحروقي الملقبة بـ”روبي قلب الماس”، مقابل مبالغ مالية.
وبرغم كل هذه المشاكل، احتفظ برلسكوني بشعبية كبيرة بين جزء من الإيطاليين، الذين رأوا فيه رجلا ناجحًا وديناميكًا وشجاعًا ومحاربًا كما اشتهر بروح الدعابة والفكاهة التي ظهر بها في مناسبات عديدة، سواء في لقاءات رسمية أو غير رسمية.
وكان لديه علاقات صداقة قوية مع عدد من الزعماء العالميين، منهم فلاديمير بوتين وجورج دبليو بوش ودونالد ترامب.