رغيد الططري، شخصية استثنائية في تاريخ سوريا المعاصر، وُلد في دمشق عام 1954، وكان طياراً في سلاح الجو السوري. اشتهر بقراره الجريء عندما رفض المشاركة في قصف مدينة حماة خلال أحداث عام 1980، وهو موقف اعتُبر تحدياً صريحاً لسلطة حافظ الأسد.
من الخدمة العسكرية إلى الاعتقال الطويل
في عام 1982، اعتُقل الططري دون محاكمة وأمضى 43 عاماً خلف القضبان، متنقلاً بين أسوأ السجون السورية مثل المزة وتدمر وصيدنايا. تعرض خلال سنوات الاعتقال لظروف غير إنسانية، منها التعذيب والعزل عن العالم الخارجي، ومنع لقاء عائلته لفترات طويلة.
رمز للكرامة والصمود
رغم معاناته الطويلة، لم يستسلم الططري للظروف القاسية. عُرف بابتكاراته الفنية مثل صنع المجسمات من عجينة الخبز، وحبه للشطرنج، ما يعكس قوة إرادته ورفضه للانكسار.
تحرره بعد عقود من القهر
بعد سنوات من الظلم، أُطلق سراح رغيد الططري، ليُعتبر أحد أبرز رموز الكفاح ضد الطغيان في سوريا. تحرره يُظهر حجم المعاناة التي تحملها بسبب موقفه النبيل ورفضه المشاركة في انتهاك حقوق المدنيين.
أقدم سجين سياسي في العالم
كان الططري يُلقب بـ”عميد الأسرى السوريين” وأقدم سجين سياسي عالمي، حيث قضى أربعة عقود في الأسر دون محاكمة، وهو رقم قياسي يُبرز مدى قسوة النظام السوري في التعامل مع المعارضين.
نهاية الظلم وبداية جديدة
قصة الططري ليست مجرد صفحة سوداء في تاريخ النظام السوري، بل هي أيضاً شهادة على قدرة الإنسان على التحمل والثبات. تحريره يُمثل أملاً جديداً للسوريين الذين يحلمون بالحرية والعدالة.