عادات وتقاليد الزواج في وادي حضرموت اليمن
عادات وتقاليد الزواج في وادي حضرموت
للزواج عادات وتقاليد ومراسيم تتحكم بتلك العادات، حيث جرت العادة أن يكون الزواج مبكراً فالولد يتزوج في سن الثامنة عشرة والبنت في سن الثالثة عشرة. لاعتقاد أن الزواج المبكر يصرف الولد عن الانزلاق ويحد من نزق الشباب فمتى وجد زوجته في البيت سكن إليها والبنت عندما تتزوج وهي صغيرة فإنما ينصب اهتمامها بالزواج والبيت ويحل ويملك قلبها.. تلك وجهة نظر الذين يرون ويحبذون الزواج المبكر.
* مقومات الزواج
1. القياس:وهو التمهيد والاستطلاع للقبول أو عدم القبول.
2. الخطبة: هي طلب تزويج البنت بالولد فيقوم ولي الولد بالاتصال بولي البنت رسمياً وتتم الخطبة بين ولي الابن وولي البنت وينفق على الزواج. والخاطب لا يعرف خطيبته اللهم إلا بالوصف وليس للبنت أو الابن إذا علم حق الرفض لأن ذلك يعتبر خروجاً على التقاليد والأعراف.
أما في الوقت الحاضر فإنه يلزم أخذ رأي البنت مسبقاً، ولا يمكن للمأذون أن يعقد حتى يتحقق من رضى البنت بالزوج.
3. المداد والجهاز.
بعد إتمام الخطبة والموافقة والاتفاق على المهر يتم المداد وهو أن يقدم مقداراً معيناً من الجهاز ويوضع في “شنطة” وتسير بها امرأة مرسولة من أهل الخاطب إلى بيت أهل البنت كعربون
4. إعلان الاتفاق
بعد تقديم المداد العربون يعلن الطرفان أنهما اتفقا على النكاح
5. المهر أو الجهاز
المهر ما يذكر عند العقد حيث يتم الاتفاق عليه عند الخطبة
6. الوعد
بعد الاتفاق على التزويج يمضي كل طرف بالاستعداد وعندما يتم الاستعداد يتقدم أهل الابن بطلب رسمي أي بمبعوث خاص وهو الدليل بطلب من ولي البنت أن يحدد موعد الزواج.
7. ما بعد
عندما يتم الوعد ويحدد الموعد فعلى كل منهم أن يستعد بتحضير لوازم الزواج وتبتدئ الحفلات المختصة بأهل كل من الطرفين ومن التواشيح التي تقال وتردد!
يا مسهل تسهل سهل لنا الخير كله
ياليلة السعد عودي عودي لنا بالسهالة
إلى غير ذلك التوشيح
* العزومة والمعازيم
بعد تحرير الموعد للزواج يبدأ كل طرف من الأطراف في تحضير أسماء المدعوين “المعازيم” ويرسل لهم الدعوات قبل أسبوع من الزواج ليكون كل طرف على علم بما سيأتي.
* مراسيم الزواج
تبتدئ مراسيم الزواج بوادي حضرموت قبل ليلة الرهينة بيومين أو يوم واحد. فيرحل ماعون العروس إلى بيت المعرس في الليل حيث يقمن النساء المختصات بالترتيب والصف ووضع كل آنية في محلها وتصف أواني الشاهي وتوضع الملابس في الدولاب.
* العراض
والعراض هو أن يتم استقبال الشخصيات الاجتماعية في حفل شعبي بألعاب شعبية يقوم بها رجال الحافة يبتدئ العراض من عند محل القرية أو المرينه.
* الحناء والنقش
تأتي المحنيات للبدء في الحناء والنقش للعروسة وعددهن أربع نسوة اثنتان لليدين واثنتان للرجلين ويتم الحناء للعروس ليلة القبضة الدهينة.
تعمل الدهينة غالباً في مكان واسع تحت بيت أهل العريس وهي أول مراسيم الزواج الفعلية، والدهينة عبارة عن الأفراح في أول ليلة من ليالي الزواج وأفراح الدهينة تختلف باختلاف طبقات المجتمع. أما زمن الدهينة فيبدأ من الساعة التاسعة حتى ساعات متأخرة من الليل.
* كيفية الدهينة
يكون ابتداء الدهينة بإطلاق طلقات من البنادق محددة ثم تبدأ فرقة الطرب بالتشرح أو بشرح الدان ويجلس العريس وسط المكان على فراش وتحيط به المتاكي. كما يتخلل الدهينة صوت يسمى صوت “العريس” وقبل صوت العريس تطلق العيارات النارية ثم يقوم العريس بالزفين ويتبرع الأهل والأقارب بالطرح على العريس وفي المناطق البدوية تكون مدارة الزفين واسعة ويختلط الرجال بالنساء صف للرجال وصف للنساء.
* ختم الدهينة
تختتم الدهينة بالتنصورة وهي اجتماع لفيف من الأصدقاء فيأخذون المعرس ويحملونه على الأكتاف ويرددون:
عريسنا يا سين عليه
رب السماء يحميه
ويفسر بعضهم أن لفظة ياسين تحويط بسورة ياسين
* رقصة (نعيش) النساء فوق العريس
يؤخذ ليلة الدهنية العريس من منزله إلى منزل النساء ويجلس في الوسط وهو محجب أي على وجهه غطاء بعد ذلك تبدأ النساء بتحريك ذوائب شعورهن وظفائرهن في رقصة مستعجلة، تنعش النساء فوق العريس على ضربات الطبول النسائية.
الحراوة
تعتبر الحراوة من أهم وأعظم مراسيم الزواج ويحضرها العدد الكثير من الناس والحراوة هي الاحتفال بمراسيم العقد وفي الحراوة يقوم المأذون بعقد النكاح للزوجين بين الزوج وولي البنت وتكون الحراوة في الساحات الكبيرة لكثرة الناس.
* ليلة الدخلة
يبقى العريس من بعد الحراوة في بيته ولا يسمح له بالخروج حيث يقام تحت بيته سمر العريس ويكون بالدان أو الطرب وبعد مرور ساعة ونصف يسمح للعريس بالخروج إلى السمر حتى يحين قرب وصول أهل الزوجة. وقبل الدخلة هناك عادات وتقاليد تعد في حكم الواجبات لا يمكن الإخلال بها مهما كان الأمر منها.
1- المسامرة: حيث تجتمع النساء في سمرة نسائية ولا تنتهي إلا عند التحرك لمسيرة الزفاف.
2- الخيبعان: وهو شعر غنائي يعدد أوصاف ومحاسن العروسة
3- الزفاف حيث تزف العروسة الى بيت العريس وتتهيأ العروسة للزفاف وتلبس لباس الزفاف الخاص بهذه الليلة.
* كيف تزف العروسة
تزف العروسة في احتفال نسائي كبير يجتمع النساء ويخرجن في مسيرة يضربن الطبول ويزغردن بالحناجر وتركب العروسة سيارة خاصة ويتحرك الموكب الى بيت العريس بعد المرور ببعض الشوارع ويتقدم السروة الرجال من أولياء العروسة ومن أغاني السروة.
ألا ياطير يالَخْضَر وين ممساك الليلة
أنا ممساي عند أهلي وانته ممساك في الغيلهْ
فالطير الأخضر كناية عن العروسة وعندما تقترب العروسة من بيت العريس يتم رفع الصوت بالصلاة على النبي ويكثر الرقص والتصفيق ويقابله من الناحية الأخرى أهل العريس فيزغردن النساء، ويخرجن النساء من أهل العريس الى مدخل البيت ويأخذن في ترديد غناء اللقاء الترحيبي
يا مرحباً يامرحبين مرحيب بالغالي الزين
يامرحبا أهلاً وسهلاً
* ذبح رأس الغنم على رجل العروس
وعند العروسة عتبة الباب يكون رأس الغنم حاضراً ويكون الجزار حاضراً فيذبح رأس الغنم وتدخل العروسة على الدم أما الرجال فإنهم يستقبلون بالترحاب وإلى محل الرجال الخاص ويقدم لهم القهوة والدخون ويجلسون مقدار “ثلاثين” دقيقة والقهوة التي تقدم لأهل العروسة من نوع خاص تعمل بالعسل.
* المُعْرِبة
نتوجه العروسة إلى منزل زوجها ويتبعها المُعْرِبات أي المزينات “الكوبرة” المشرفات على تزين العروسة – بعد ذلك توضع العروسة على الكرسي بعد انتهاء من وضع اللمسات الأخيرة ينادى على الزوج للدخول.
* الدخلة
واجبات الزواج عند الدخلة يتجه أولاً إلى “الكوبرة” ويعطي لها هدية ثم تقوم بالخروج. بعد ذلك يبدي الزوج بالترحيب بالزوجة وفي القديم من آداب الزوجة أن تكون صامتة تجيب على شيء كما يسمح ليلة الدخلة لأربع نساء المبيت في بيت العريس حيث تقع مهمتهن مراقبة العروس وإعطاء التعليمات ولا يسمح لأم العروسة بالمبيت ويكون للمبيتات اعتناء كامل.
* ثاني يوم الزواج
ويسمى يوم الصبحة فعندما يريد الزوج الخروج من منزله في صباح أول ليلة من ليلة الزفاف تكون النساء واقفات أمام باب العريس فما أن تطل طلعته حتى يزغردن بالحبير بعد ذلك يسمح للمبيتات بالدخول الى غرفة العروس ليقمن بما يلزم عليهن.
* جلسة الصباح
وتكون بعد مرور ربع النهار في غرفة العريس وتكون جلسة الصباح بحضور الزوج والزوجة والمدعوين لتناول طعام الصبحة لدى أهل العريس ويكون فطور الصبحة: الكبدة المشوية واللحم والعسل والقهوة بالعسل.
* الظهور
وفي مساء اليوم الثاني مساء يوم الصبحة تكون حفلة الظهور حفلة خاصة عائلية تحض أهل العروسة والعريس؛ حيث يظهر الزوج على أم زوجته ويسلم عليها ويقدم في حفلة الظهور الشاهي والقهوة والمكسرات والفحيط ووجبة العشاء الدسمة.
* الظله
“الظلة” حفلة نسائية كبرى تقام في الأماكن الواسعة ويستر على النواحي الجانبية وتقام بعد صلاة العصرة بقرع الطبول وهو أول يوم لظهور العروسة في مجمع عام وهي بكامل زينتها وأعز ثيابها.
ويخصص ليوم الظلة ثوب من أغلى الثياب ويتغالى الناس في هذا الثوب لأن الجميع سيراها ويرى ثوبها وتجلس العروس في محل بارز ومرتفع أو فوق كرسي ومن التقاليد أنها تبقى قائمة بعض دقائق حتى تراها النساء عامة ثم تخطو إلى المدارة صوتها وتذر عليها بالريالات.
* الصفة
في يوم الظلة تأتي طوائف النساء إلى غرفة العروسة لترى الصفة والماعون وهدية الزوج لزوجته.
* هدية الزوج لزوجته
في ليلة الدخلة يقدم الزوج لزوجته هدية وقد كانت قديماً ثوباً من الحرير أو خاتماً من الذهب أما اليوم فهي شنطة كاملة فيها عدد من الثياب وأدوات الزينة ثم طقم ذهب.
* توابع الزواج
من توابع الزواج يوم الغمزة وهي وليمة يقيمها أهل الزوجة للزوج فقط وتكون جلسة خاصة يحصرها أهل البيت.
* روحة الخالة
تقيم أم الزوجة حفلة للنساء في بيت الزوج تتكفل فيها بكل اللوازم.
* ولائم الزواج
عشاء الدهينة – يدعى فيها أقارب العريس رجالاً ونساء
غذاء العنسة: يتناول الأقارب طعام الغداء في بيت العريس
غذاء الصبحة: مأدبة كبرى يدعى لها كثير من النساء من أهل العروس وأهل العريس وتكون في بيت العريس عشاء الصبحة ويدعى لعشاء الصبحة أقارب العريس والعروسة.
غذاء الضلة: يدعى له أهل بيت العروسة وأقاربها
عشاء الضله: ويدعى له أهل بيت العروسة فقط
* الهدايا
تكثر وتعدد الهدايا للعريس والعروسة من قبل الأهل والأقارب.