العشار من الأشجار التي تشتهر بها الجزيرة العربية وارتبطت بالإنسان منذ القدم وفي اليمن تعد هذه الشجرة واحدة من بين أكثر الأشجار التي يستخدمها اليمنيون في العلاج وفي الوصفات الطبية وفي بعض الصناعات..
ولكن التعامل معها ليس كباقي الأشجار والأعشاب ..
فمن فوائد شجرة العشار -الغير طبية- عند اليمنيين
أنها من أكثر الأشجار التي كان يصنع منها أجود الأغماد للسيوف واليوم يصنع منها أجود العسب أو الجهز للجنابي وبالذات العشر المأربي ..كما أنه كان يستخلص من ثمرتها أنسجة تشبه أنسجة الكتان وكانت تستخدم كحبال قوية وخيوط حياكة لصنع بعض المنسوجات ،، وكذلك يستخدم رمادها لصنع البارود …
أما عن فوائدها الطبية ففيها ما لا يوجد في أي شجرة أو عشبة أخرى وهي من أقدم وأكثر الأشجار التي ارتبطت بالطب الشعبي منذ آلاف السنين ولا زالت إلى اليوم بل زادت أهميتها بعد أن تم فحصها وتجربتها ومكوناتها مخبريا وصارت مصدراً مهما للصناعات الدوائية .
فقد كانت تستخدم أوراقها كملين للأمعاء و فى علاج حالات الإمساك المزمن ، كما أنها تعالج العديد من الأمراض مثل الدوسنتاريا وكذلك الكوليرا .
كما أنها تساعد فى علاج الأمراض الجلدية مثل التقرحات و البهاق والثعلبة عن طريق فرك الجلد بورقها أو بالقليل من لبنها الأبيض .
ومن أزهارها والقليل من أوراقها يستخلص علاج لقرحة المعدة وتساعد على إدرار البول ، ويستخدم كفاتح للشهية ، كما أنها تساعد فى علاج أمراض الجهاز التنفسى كالربو ، وطاردة للبلغم ومهدئة للسعال وتساهم في التخفيف من الآلام ، وتقضى على البكتريا والجراثيم ، وتعالج آلام اللثة والأسنان ، وتعالج الحمى وحالات إرتفاع درجة حرارة الجسم ، وتعمل على الحد من الأصابة بحالات الصرع ، وكذلك تعالج مرض النقرس والجذام وتحمى من الإصابة بالأورام مثل مرض السرطان .
كما أنها تعمل على إزالة آثار لدغات الحشرات والثعابين.
والكثير من الإستخدامات الطبية المختلفة لهذه الشجرة العجيبة .
شجرة العشار صارت اليوم في بعض الدول واحدة من أهم مصادر الصناعات الدوائية وصارت تزرع بشكل منظم ويتم استثمارها وتصديرها بشكل رسمي .
وهي اليوم من أهم النباتات التي استغلت استغلالا تجارياً ، وتعتبر من أهم النباتات الاقتصادية..
فهذا النبات الذي ينمو بشكل كبير في جميع أرجاء العالم والذي يتحمل العطش، قد قد نال أهمية كبيرة حيث تنتج منه الألياف الحريرية والعقاقير الطبية ومستحضرات كيميائية لا تتوفر في شجرة غيرها ..
وقد زرع في آلاف من الفدانات في كل من جزر الهند الغربية وأمريكا اللاتينية.
وخلال العشر سنوات الماضية نشطت الأبحاث العلمية على مستوى العالم وبصفة خاصة في الهند وباكستان، في دراسة إمكانية استخدامه ليس كمصدر دوائي فقط ولكن كمصدر محتمل لمبيدات الآفات مكافحة النيماتودا في التربة والنباتات، وقد دلت نتائج الأبحاث على أن كثير من الآفات الصحية والزراعية قد استجابت للمكافحة بمستخلصات العشار…
كما أن العشار في نفس الوقت شجرة خطيرة وبقدر ما فيها من فوائد إلا أن فيها أضرار إذا لم يتم التعامل معها بحذر ومن قبل المختصين .
فمنها يتم استخلاص جرعات قاتلة من السم الذي يستخلص من السائل الأبيض الذي يخرج منها وكان في السابق يدهن به السيوف والخناجر حتى تكون طعناتها قاتلة ..
والعشار بشكل عام يعتبر من النباتات السامة فجميع أجزائه سامة خصوصا العصارة اللبنية الموجودة في جميع أجزاء النبات، ولبنه كما ذكرنا من السموم القاتلة حيث يضر الكبد والرئة، خاصة إذا دخل عبر الدم عن طريق طعنة ، وإذا أصابت العصارة اللبنية العين قد تتسبب في فقد البصر، أما إبتلاع العصارة أو أي جزء من النبات بشكل عشوائي يسبب تهيجا في الجهاز الهضمي وآلام في المعدة مصحوبا بغثيان وقي وإسهال وبطء في النبض وزوغان في البصر وضعف عام، أما إذا كانت الكمية كبيرة وتؤدي إلى نبض سريع غير منتظم وهذيان وتشنجات وهبوط في القلب قد يعقبه الموت…
لذا لا يجب أن يتعامل معها إلا ذوي الخبرة خاصة في الجانب الطبي وذلك بقدر معلوم وبعد تصفيتها من اللبن السام على الأقل ..