صور توجان البخيتي يثير ضجة والكاتب محمد دبوان المياحي يتحدث

صور توجان البخيتي يثير ضجة والكاتب محمد دبوان المياحي يتحدث

توجان البخيتي تثير ضجة عبر مواقع التواصل الإجتماعي وذلك بعد انتشار بعض الصور الخاصة بها وهي ترتدي ملابس لا تليق بشابة بعمرها بإرتدائها لا سيما بأنها يمنية وعاشة في احدى القبائل اليمنية المعروفة بتقاليدها.

تحدث الكثيرون من رواد المواقع التواصل الإجتماعي حول صور إبنت علي البخيتي والذي كان يعيش بعد خروجه من اليمن في المملكة العربية الهاشمية للعيش مع عائلته.

صور توجان البخيتي

إنتشرت قصة وصور توجان البخيتي عبر مواقع التواصل الإجتماعي فيس بوك وكذلك تويتر وانستقرام بسبب الحادثة التي تحدث حولها الكثيرون من السياسيين والنقاد والصحفيين, وكانت هناك وقوف إلى جابنها بعد الحادثة والقصة التي حصلت لها من قبل إدارة المدرسة في الأردن.

محمد دبوان المياحي

اما حول الكاتب والروائي اليمني محمد دبوان المياحي بالحديث عن إبنة البخيتي ويعبر عن رأيه عبر منشور له على صفحته الشخصية على الفيس بوك نضعها لكم عبر الصفحة العربية كما نشرها.

يمكنني أن أتجاوز كثير من الخطايا التي ارتكبها علي البخيتي، باستثناء اجهاضه المبكر لطفولة أبناءه، هذا الرجل المهووس بالشهرة، لا يقدم نموذجًا تربويًّا سليمًا، بقدر ما هو مثالًا للتشوّه الذي يُلحقه الأباء المشاهير بأبناءهم. يستعلجون إقحامهم بعالم الحضور المرهق بكل ما تخلِّفه التجربة من تخريب مبكر للشخصية في حين يعتقد أنه يخدمها.
أكثر ما تصنعه الشهرة المبكرة للأطفال المراهقين، هو أنها تعيق نموهم الطبيعي وتفتق شخصياتهم بشكل هادئ وبطريقة صحية، إنها تلبسهم صورة متضخمة عن ذواتهم، صورة أكبر من حقيقتهم الواقعية، تحشرهم بإهتمامات مفارقة لوعيهم، وتحيطهم بنشاطات لا يفقهونها.
وهذا بالطبع لا يكون إلا على حساب نمو كينونتهم واستكمال عناصر تكوينهم الأصلية..
حين تسوِّق صورة للطفل متجاوزة لواقعه، فأنت هكذا لا تخدمه، بل تحمله عبء ثقيل، تربك شخصيته وتجعله يعيش حالة توتر بين الصورة التي صدَّرتها عنه وبين ذاته التي يشعر بها، هذا الدفع القسري به للواجهة، يتسبب بتشوهات نفسية ويشوِّش نظرة الطفل لنفسه، وتلك أكبر جريمة انتهاك لحقوق الطفل وحياته المستقبلية.
لا يمكن أن يغدو طفلك خارقًا؛ لمجرد أنك تريده أن يكون كذلك، لا يمكنك أن تحوِّله بيوم وليلة لطفل عبقري لمجرد أن تحدث الضجيج حوله وتحشد له متابعين أو تصنع منه قضيّة رأي عام، أنت هكذا توهم نفسك بنجاح مصنّع وتزيف شخصية طفلك، تحشوه بإحساس متعال، وتقيم حجاب بينه وبين ذاته.
إن الفهلوة التي تنتهجها لتمرير أطفالك نحو عالم النجومية، سوف تصطدم مستقبلًا بهشاشة تكوينهم، أنت هكذا لا تصنع منهم شخصيات صلبة قادرة على مواجهة الحياة بذاتها، بل تفخخ مستقبلهم بنجاحات افتراضيّة وتجعلهم مهددين بالانكشاف عند أول إمتحان عملي يصادفونه بمفردهم.
كان يمكنك أن تربي أطفالك في الظل وبهدوء يا علي البخيتي، تهتم بهم وتؤسس شخصياتهم بالتدريج وفي كل مرحلة بما يتناسب معها وبما يمكن لمداركهم استيعابه؛ لكنك ضحيّة لحالة اللهاث النجومية التي عشتها ثم أسقطتها على أطفالك قبل أوانهم، وسوف تشعر بالنتيجة بعد فترة من الزمن.
لن يكبروا نجومًا حقيقين أو قادة رأي عام مؤهلين للحضور بكفاءتهم الذاتية، سوف تتمدد شخصياتهم المنتفخة ويتجلى خواءهم بشكل أوضح حين يكبرون، وستجد نفسك أمام هالة زائفة، أسماء معروفة وفارغة من أي مضمون حقيقي، من أي موهبة أصيلة أو قيمة معرفية معتبرة..عندها ستشعر بالخيبة وتستوعب فداحة ما صنعته بهم في بداية تكوينهم.
قبل فترة ليست بعيدة، وبالتحديد أثناء حدوث مشكلة مع إدارة المدرسة التي ترتادها ابنة البخيتي، شاهدت مقابلة لتوجان مع العربية، كانت المذيعة تسألها وهي مرتبكة، تتكلم ببطء كمن يتذكر كلمات محفوظة للتو ولا تدري ماذا تعني بها، كلمات مفصولة عن وعيها، تنطق بها ثم تبلع ريقها وتتوقف، تستوضح منها المذيعة بسؤال أخر، لكنها لا تستطيع شرح ما حدث بلغتها أو مواصلة الحديث خارج الكلام الذي لُقنته.
حين تشاهدها تدرك كم أن سلوك أبوها كارثي، وسوف يترك أثره في شخصيتها وأكاد أجزم مسبقًا، أن هذه الفتاة لن تتمكن مستقبلًا من تحقيق ذاتها بشكل جيد ولن تكون متميزة على أي مستوى، إن ما يحدث لها الآن سوف يلغي أي إمكانية للنبوغ حتى لو كانت تتوفر عليها في حالتها الأولية.
ما يزال بإمكانك أن تتلافى خطئيتك يا علي البخيتي، أنت رجل ذكي، كما أن علاقتك الواقعية بأطفالك تبدو جيدة، لكنك تتحرك مدفوع بوسواس الشهرة، وتستعجل ترويجهم بشكل يناقض قواعد التربية الآمنة.
يمكنك أن تستفسر أصدقاء مختصين بعلوم التربية النفسية للأطفال، حاول أن تفهم أكثر الآثار المخيفة للشهرة المبكرة للطفل، لا بد أن تهتدي لقناعة مختلفة وتبدأ بسحب أطفالك تدريجيا من هذا الفضاء الخانق لشخصياتهم.
بالطبع، لا بأس بحضورهم العفوي بين الحين والأخر، على أن يكونوا هم بذواتهم من ينجزونه دون تعليمات فوقية تفرض عليهم ما يفعلون وما يقولون.
دعهم يتحركون داخل محيطهم المتناسب معهم، وكل واحد منهم سينجز شخصيته الخاصة به، مع بقاءك بمثابة موجه طبيعي تدفعهم للتناغم أكثر مع ذواتهم وليس لضغطهم بتلك الطريقة التي صنعتها بحماقة دون أن تعلم.
*يبدو حديثي هذا متأخر، غير أنها كلمة داخلي منذ فترة وأحببت تدوينها، مع قناعتي أن البخيتي غارق في شتات نفسي أكثر من أطفاله، وتلك لعنة الشهرة لمن لا يستطيع فرملة نفسه.
الصورة مالهاش علاقة بالموضوع، غير أن طريقة التربية التي يسلكها البخيتي جعلت ابنته تعتقد أن قمة النجاح هو تمكنها من نشر صورة بلا حجاب، لا شك أن هذه حرية شخصية ولا نقاش حولها، غير أنها تُسرب إحساس مغلوط بالتميز لدى الطفلة، ما جعلها تتخذ من الصورة محور مركزي للظهور.
مع أن صورة بلا حجاب هي سلوك طبيعي لا يورث مجدا ولا يعكس نجاحًا ولا بطولة.