مسرحية سورية في تونس : من الأعمال المسرحية السورية قام المسرح القوي السوري في دولة تونس بعمل عرض مسرحي هو الأول له خارج دولة سوريا , وكان اسم المسرحية ” مسرحية سوبر ماركت ” والذي لاقى نجاحاً رائعاً في تونس في اول الأعمال للفرقة المسرحية من المسرح القومي السوري.
مسرحية سوبر ماركت
مسرحية سوبر ماركت : هي من اعداد الفنان الكبير أيمن زيدان وكانت مأخوذه من المسرحية الإيطالية ” لا تدفع الحساب ” وهي لداريو فو والذي حصل على الجائزة النوبلية في الادب.
وقال زيدان في تصريح لمراسل سانا في تونس إنه سعيدٌ بالحفاوة التي قوبل بها العرض، وإن التلقي كان ممتازاً رغم أن العرض قُدّم باللهجة السورية التي أصبحت معروفة بدقةٍ عند الجمهور التونسي بفضل الدراما السورية.
– قبل افتتاح عروض مسرحيته «سوبر ماركت»، وجه الفنان السوري ايمن زيدان خطاباً نارياً ضد كل القائمين على المؤسسة الثقافية الرسمية. صمت الرجل طويلاً في المؤتمر الصحافي الذي عقد لإطلاق الموسم المسرحي، وعرضه. لم يتوقف عن التدخين في صالة مسرح القباني الصغيرة، فيما مدير المسارح والموسيقى الدكتور عجاج سليم، يتحدث عن خطته، ويجيب عن أسئلة الصحافيين.
بدا زيدان متريثاً وهو يطالب المسرحيين بألا يراهنون على الحماسة بعد الآن، لأنه «رهان لم يعد كافياً ولا ممكناً»، معتبراً أن «مشكلة بعضهم تكمن في تعنّتهم تجاه رؤاهم»، في وقت يسود «الجهل المطبق بالصيغ القادرة على اعادة الجمهور إلى الصالات». لكنه لم يلبث أن انفجر، وكأن ما قاله لم يثلج صدره.
كشف أن مسرحيته كادت تتوقف، إذ قرر مع بقية الممثلين قبل وقت قصير من افتتاحها، الاستنكاف بعدما علموا أن الموازنة المرصودة لحملتها الاعلانية هي «50 ألف ليرة سورية» (ألف دولار تقريباً). استهجن كيف يحدث ذلك في حين أن «أجر موظف في مهرجان سينما، وفي بلد ليس فيه سينما، يصل إلى مليون ليرة»! لكن بعد تدخل وزير الثقافة، سوّيت الخلافات وارتفعت موازنة الحملة الإعلانية.
وفي سياق هجومه، اعتبر زيدان أن طريقة تعاطي المؤسسات الرسمية مع الفنان «محزنة»، مشيراً إلى أن شروط العمل في التلفزيون «ليست أكثر انسانية». ويقول عن ذلك: «دخلت والممثل الكبير سلوم حداد إلى التلفزيون السوري، وخرجنا منه، كقطين في محل جزّار»، في اشارة الى مقابلة تلفزيونية معهما حيث قوبلا بمعاملة غير لائقة من المسؤولين هناك، في وقت تتباهى فيه هذه المؤسسة وغيرها بانجازات الدراما السورية «مع أن لا يد لهم بها ولا بما تحققه».
وبعيداً من ثورته ونياتها الحسنة، لم يبتعد أيمن زيدان في مسرحية «سوبر ماركت» عن سياقات عمله السابقة. طغت الدراما الكوميدية على أعماله الأخيرة، وهو جاء إلى المسرح ليعدّ مسرحية كوميدية ويقدمها، مصطحباً ممثلين أساسيين عملوا معه في التلفزيون (شكران مرتجى ومحمد حداقي وفادي صبيح ومعهم أسيمة أحمد وحازم زيدان وطالب عزيز).
المسرحية التي كتبها الإيطالي داريو فو، وترجمها الدكتور نبيل الحفار، وأعدها زيدان وأخرجها، وبدأت عروضها أخيراً، وكان المسرح القومي قدمها قبل 15 سنة.
حاول زيدان تجنيد كل أدوات الاضحاك التي لديه. أكثر من اللعب بالمفردات والجمل. ولم يتوان عن دغدغة الجمهور إذا لزم الأمر (عبر الايحاء بالخروج عن النص ومخاطبة الحضور، واعادته بعض المشاهد على أنه أفلت الشخصية أو نسي الحوار). لكنه أغفل الحدث الذي ترتكز إليه المسرحية ومفارقاتها على أساسه؛ كيف يتحول موظف عصامي يلاحق زوجته على أي هفوة غير مبال بتردي الوضع الاقتصادي وارتفاع الأسعار، رافضاً أن يصير الفقراء سارقين حتى تحت وطأة مأساتهم، بدوره سارقاً.
يحدث ذلك بلمح البصر، بعد أن يخبره صديقه بأن المعمل خفّض أجور العمال و سيستغني عن خدمات بعضهم! وبدت الجملة التي قالها قبل انقلابه السريع (ينقلون الإنتاج إلى الخارج تخفف تكاليفه) محشورة وتعكس مشكلة في اعداد النص، ومن دون أي مبرر لها، فهي لم تحدث تحولاً أو أثراً ملموساً في هيئة الشخصية.