حياة زينات صدقي وفاتها وجنازتها التي لم يحظر احد

حياة زينات صدقي وفاتها وجنازتها التي لم يحظر احد

زينات صدقي ،،
في يوم حلمت في منامها، ان في بيتها مصاحف من الحجم الكبير، والصبح راحت اشترت نفس المصاحف من حي الازهر، وكانوا ضيوفها بتعجبهم المصاحف فبيطلبوها منها فبتديهالهم، ومفضلش منها غير مصحف صغير تقرأ فيه وبعد كل قراءة تكتب ورقة صغيرة فيها رسالة لربنا زي ،”يارب افتحها في وشي..يارب هات لي شغل” يارب ارجع تاني اشتغل واسدد ديوني” .


وكان من بين الرسايل دي” يارب توب علي من الشاي والسجاير، يارب تكرم نادرة، وتهدي لها عيالها طارق وعزة، يارب تحنن على قلب صاحب البيت وتخليه يصبر على في دفع الايجار المتأخر..يارب ساعدني ووفقني واكرمني في صحتي وابعتلي شغل”
قعدت زينات صدقي 16 سنة في بيتها من غير شغل، مظهرتش الا في “السراب”، و”بنت اسمها محمود” 1975 وده اعلى فيلم اخدت فيه فلوس 500جنيه، وبدون اجر مجاملة للمنتجة لولا صدقي ظهرت فيلم “خطيب ماما”.
واول م الحال يضيق بيها تروح تشتغل في مسارح الشركات والجامعات.
ورغم ظروف الحال الصعبة، كانت في العيد، الناس كلها بتشتري لحمة ، وزينات صدقي في بيتها بتاكل بدنجان، فكانت تاكل راضية ومبسوطة، وتجري ع الاوضه تجيب الصاجات وتغني: راح المال وراس المال وقرايبها يرددوا وراها: ومبسوطين وممنونين .
بنت اختها بتقول “في حوار مع الاستاذ ايمن الحكيم”: كنت ديما اشوفها بتهزر وتضحك، وعمرها م بكت قدامنا، مع اني كنت عارفه انها بتبكي، تدخل اوضتها وتقفل على نفسها وتقعد تعيط على حالها من غير م حد ياخد باله.
بتقول في مره قولتلها: ياطنط م تروحي نقابة الممثلين ولا مبني التلفزيون وتوريهم وشك عشان يفتروكي ويشغلوكي، فكانت تزعل قوي وتقولي: انتى ترضي لي اهين نفسي في العمر دهوالمكانة دي، اسم زينات صدقي د هانا عملته بدمي واعصابي وعمري ولا يمكن افرط فيه..انا مش ندمانة ولا زعلانة أني عيطت ..الفن كل حاجه وم أخدتش منه حاجه..الناس عارفه تليفوني وعنواني واللي عاوزني يطلبني، إنما انا عمري ما أنزل اتسول دور ولا اقولهم انا اهه!
في مره عبد السلام النابلسي بيقولها بهزار: يا زينات مش معقول كلنا ارتقينا ورحنا الزمالك وجاردن سيتي ومصرالجديدة، وانتى لسه قاعدة في عماد الدين، لازم تشوفي شقة تليق باسمك ، فرد عليه : واجيب منين عشرين جنيه كل شهر إيجار شقة في الزمالك؟! خليني في عماد الدين على قدي..اهي عيشة والسلام.
كانت بتعمل الأكل بايديها، وفي مره في فيلم شارع الحب، كانت حاطه عمود الاكل قدامها، وعدها عليها عبد الحليم حافظ، نادتله: اقعد ياحليم كل معايا، ده اكل مسلوق خفيف ع المعده، فقالها: ياماما زينات ياريت كنت اقدر، انا اكلي اهه وطلع من جيبه علبة دوا، فعيطت ونزل عبد الحليم يبوس راسها ويواسيها يعني، واصرت انها لا وتحط لقمة في بقها .
كانت بتحب احمد سعيد المذيع بصوت العرب قوي: الراجل ده عليه كلام..ساعات بابقى هاين علي اسيب الأكل على البوتجاز وانزل احارب.
زينات صدقي كانت بتعطف على كومبارس اسمه ابراهيم فوزي، وفي مره كان واقف ع المسرح ووقع ع الارض نقلوه المستشفى ..ومات، تكفلت هي بمصاريف جنازته، وكلمت ناس كتير عشان يحضروا جنازته، وكل م تعدي الجنازة على قهوة تروح للناس اللى قاعده : الميت ده غلبان ينوبكم ثواب تعالوا امشوا وراه.. وراح مسرح بعدها ودبت خناقة مع بديع خيري وسراج منير وعباس فارس، لانهم تكاسلوا عن تشييع الجنازة وقالتلهم: يعني ده لو كان يوسف وهبي ولا محمد عبد الوهاب مش كان زمانكم بتجروا ع الجنازة عشان تطلعوا في الصور..
يمر الزمن وتموت الست زينات ومحدش يمشي في جنازتها غير اهلها ..ومفيش ولا فنان راح جنازتها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *